البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ} (67)

{ إن في ذلك لآية } : أي لعلامة واضحة عاينها الناس وشاع أمرها .

قال الزمخشري : { وما كان أكثرهم مؤمنين } : أي ما تنبه أكثرهم إليها ولا آمنوا .

وبنو إسرائيل ، الذين كانوا أصحاب موسى المخصوصين بالإنجاء ، قد سألوه بقرة يعبدونها ، واتخذوا العجل ، وطلبوا رؤية الله جهرة . انتهى .

والذي يظهر أن قوله : { وما كان أكثرهم مؤمنين } : أي أكثر قوم فرعون ، وهم القبط ، إذ قد آمن السحرة ، وآمنت آسية امرأة فرعون ، ومؤمن آل فرعون ، وعجوز اسمها مريم ، دلت موسى على قبر يوسف عليه السلام ، واستخرجوه وحملوه معهم حين خرجوا من مصر .