فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ} (67)

والإشارة بقوله : { إِنَّ في ذَلِكَ لآيَةً } إلى ما تقدّم ذكره مما صدر بين موسى وفرعون إلى هذه الغاية ، ففي ذلك آية عظيمة وقدرة باهرة من أدلّ العلامات على قدرة الله سبحانه ، وعظيم سلطانه { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } أي ما كان أكثر هؤلاء الذين مع فرعون مؤمنين ، فإنه لم يؤمن منهم فيما بعد إلاّ القليل كحزقيل وابنته ، وآسية امرأة فرعون ، والعجوز التي دلت على قبر يوسف ، وليس المراد أكثر من كان مع فرعون عند لحاقه بموسى ، فإنهم هلكوا في البحر جميعاً بل المراد من كان معه من الأصل ، ومن كان متابعاً له ومنتسباً إليه ، هذا غاية ما يمكن أن يقال ، وقال سيبويه وغيره : إنَّ " كان " زائدة ، وأن المراد الإخبار عن المشركين بعد ما سمعوا الموعظة .

/خ68