البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{۞فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦٓ ءَانَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَارٗاۖ قَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوٓاْ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا لَّعَلِّيٓ ءَاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ جَذۡوَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ} (29)

جذوت الشيء جذواً : قطعته ، والجذوة : عود فيه نار بلا لهب . قال ابن مقبل :

باتت حواطب ليلى يلتمسن لها *** جزل الجذا غير خوّار ولا ذعر

الخوّار : الذي يتقصف ، والذعر الذي فيه تعب .

وقال آخر :

وألقى على قبس من النار جذوة عليها حمئها وإلتهابها ***

وقيل : الجذوة مثلث الجيم ، العود الغليظ ، كانت في رأسه نار أو لم تكن . وقال السلمني يصف الصلى :

حمى حب هذي النار حب خليلتي وحب الغواني فهو دون الحبائب وبدلت بعد المسك والبان شقوة ذخان الجذا في رأس أشمط شاحب-   -

{ فلما قضى موسى الأجل } : جاء على النبي صلى الله عليه وسلم أنه وفي أطول الأجلين ، وهو العشر .

وعن مجاهد : وفي عشر أو عشراً بعدها ، وهذا ضعيف .

{ وسار بأهله } : أي نحو مصر بلده وبلد قومه .

والخلاف فيمن تزوّج ، الكبرى أم الصغرى ، وكذلك في اسمها .

وتقدّم كيفية مسيره ، وإيناسه النار في سورة طه وغيرها .

وقرأ الجمهور : جذوة ، بكسر الجيم ؛ والأعمش ، وطلحة ، وأبو حيوة ، وحمزة : بضها ؛ وعاصم ، غير الجعفي : بفتحها .

{ لعلكم تصطلون } : أي تتسخنون بها ، إذ كانت ليلة باردة ، وقد أضلوا الطريق .