هذه السورة ، قال في التحرير ، مكية بإجماعهم .
قال ابن عطية : مكية إلا قوله : { ويرى الذين أوتوا العلم } ، فقالت فرقة : مدنية فيمن أسلم من أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام وأشباهه . انتهى .
وسبب نزولها أن أبا سفيان قال لكفار مكة ، لما سمعوا { ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات } إن محمداً يتوعدنا بالعذاب بعد أن نموت ، ويخوّفنا بالبعث ، واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبداً ، ولا نبعث .
فقال الله : { قل } يا محمد { بلى وربي لتبعثن } قاله مقاتل ؛ وباقي السورة تهديد لهم وتخويف .
ومن ذكر هذا السبب ، ظهرت المناسبة بين هذه السورة والتي قبلها .
{ الحمد لله } : مستغرق لجميع المحامد .
{ وله الحمد في الآخرة } : ظاهره الإستغراق .
ولما كانت نعمة الآخرة مخبراً بها ، غير مرئية لنا في الدنيا ، ذكرها ليقاس نعمها بنعم الدنيا ، قياس الغائب على الشاهد ، وإن اختلفا في الفضيلة والديمومة .
وقيل : أل للعهد والإشارة إلى قوله : { وآخر دعواهم أن الحمد لله } أو إلى قوله : { وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده } وقال الزمخشري : الفرق بين الحمدين وجوب الحمد في الدنيا ، لأنه على نعمه متفضل بها ، وهو الطريق إلى تحصيل نعمة الآخرة ، وهي الثواب .
وحمد الآخرة ليس بواجب ، لأنه على نعمة واجبة الاتصال إلى مستحقها ، إنما هو تتمة سرور المؤمنين وتكملة اغتباطهم يلتذون به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.