البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَسَلَكَهُۥ يَنَٰبِيعَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَجۡعَلُهُۥ حُطَٰمًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (21)

هاج الزرع : ثار من منابته ، وقيل : يبس . الحطام : الفتات بعد يبسه .

{ ألم تر } : خطاب وتوقيف للسامع على ما يعتبر به من أفعال الله الدالة على فناء الدنيا واضمحلالها .

{ فسلكه ينابيع } : أي أدخله مسالك وعيوناً .

والظاهر أن ماء العيون هو من ماء المطر ، تحبسه الأرض ويخرج شيئاً فشيئاً .

{ ثم يخرج به زرعاً } ، ذكر منته تعالى علينا بما تقوم به معيشتنا .

{ مختلفاً ألوانه } : من أحمر وأبيض وأصفر ، وشمل لفظ الزرع جميع ما يرزع من مقتات وغيره ، أو مختلفاً أصنافه من بر وشعير وسمسم وغير ذلك .

{ ثم يهيج } : يقارب الثمار ، { فتراه مصفراً } : أي زالت خضرته ونضارته .

وقرأ أبو بشر : ثم يجعله ، بالنصب في اللام .

قال صاحب الكامل وهو ضعيف . انتهى .

{ إن في ذلك } : أي فيما ذكر من إنزال المطر وإخراج الزرع به وتنقلاته إلى حالة ، الحطامية ، { لذكرى } : أي لتذكرة وتنبيهاً على حكمة فاعل ذلك وقدرته .