البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عِندَ رَبِّكُمۡ تَخۡتَصِمُونَ} (31)

والظاهر عود الضمير في { وإنهم } على الكفار ، وغلب ضمير الخطاب في { إنك } على ضمير الغيبة في إنهم ، ولذلك جاء { تختصمون } بالخطاب ، فتحتج أنت عليهم بأنك قد بلغت ، وكذبوا واجتهدت في الدعوة ، ولجوا في العناد .

وقال أبو العالية : هم أهل القبلة ، يختصمون بينهم يوم القيامة في مظالمهم .

وأبعد من ذهب إلى أن هذا الخصام سببه ما كان في قتل عثمان ، وما جرى بين علي ومعاوية بسبب ذلك ، رضى الله عنهم .

وقيل : يختصم الجميع ، فالكفار يخاصم بعضهم بعضاً حتى يقال لهم : لا تختصموا لدي .

والمؤمنون يتلقون الكافرين بالحجج ، وأهل القبلة يكون بينهم الخصام .

وقرأ ابن الزبير ، وابن أبي إسحاق ، وابن محيصن ، وعيسى ، واليماني ، وابن أبي غوث ، وابن أبي عبلة : إنك مائت وإنهم مائتون ، وهي تشعر بحدوث الصفة ؛ والجمهور : ميت وميتون ، وهي تشعر بالثبوت واللزوم كالحي .