تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عِندَ رَبِّكُمۡ تَخۡتَصِمُونَ} (31)

قوله عز وجل : { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } وروي عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال : كنا لا نعلم ما تفسير هذه الآية ؟ وكنا نقول : من يخاصم ؟ فلما وقعت الفتنة بين أصحاب رسول الله حتى كفح بعضنا وجوه بعض بالسيوف ، فعرفت أنها نزلت فينا .

وذكر عن ابن الزبير أنه لمّا نزلت هذه الآية قال : ( يا رسول الله أتُكرَّر علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا ؟ فقال : نعم ، فقال : إن الأمر إذن لشديد ) [ الترمذي 3236 ] .

وروي عن بعض الصحابة ، رضوان الله عليهم أجمعين ، لما نزلت هذه الآية أنهم قالوا : كيف نختصم ، ونحن إخوان ؟ فلما قتل عثمان ظلما وعدوانا علموا أنها لهم وفيهم ، والله أعلم .

ثم خصومتهم هذه يوم القيامة تحتمل وجهين :

أحدهما : في المظالم في الحقوق التي كانت لبعض على بعض . والثاني : في الدين أو في الدين أو في أمر الدين .

ويحتمل أن يكون قوله عز وجل : { إنك ميّت وإنهم ميّتون } { ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } لما بلغت المحاجّة غايتها في الدين والدنيا ، ولم تنجع فيهم ، ولا قبِلوها ، أخبر أنم يختصمون في ذلك يوم القيامة في الوقت الذي يعاينون العذاب . والعرب تقول : مات يمات ، فهو مائت .