البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُرۡءَانًا عَرَبِيًّا غَيۡرَ ذِي عِوَجٖ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} (28)

وانتصب { قرآناً عربياً } على الحال ، وهي حال مؤكدة ، والحال في الحقيقة هو عربياً ، وقرآنا توطئة له .

وقيل : انتصب على المدح ، ونفى عنه العوج ، لأنه مستقيم يرى من الاختلاف والتناقض .

وقال عثمان بن عفان : غير مضطرب .

وقال ابن عباس : غير مختلف .

وقال مجاهد : غير ذي لبس .

وقال السدي : غير مخلوق .

وقيل : غير ذي لحن .

قال الزمخشري : فإن قلت : فهلا قيل مستقيماً أوغير معوج ؟ قلت : فيه فائدتان : إحدهما : نفى أن يكون فيه عوج قط ، كما قال : { ولم يجعل له عوجاً } والثاني : أن لفظ العوج مختص بالمعاني دون الأعيان .

وقيل : المراد بالعوج : الشك واللبس ، وأنشد :

وقد أتاك يقيناً غير ذي عوج *** من الإله وقول غير مكذوب

انتهى .