{ ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } ، ( قال ابن عباس يخاصم الصادق الكاذب والمظلوم الظالم ، والمهتدي الضال ){[58923]} .
وقال ابن زيد وابن جبير : يختصم أهل الإسلام وأهل الكفر{[58924]} .
وقال ابن عباس : بلغ من الخصومة يوم القيامة حتى إن الروح ليخاصم الجسد . فيقول الروح : رب ، هذا الذي عمل العمل فخلد{[58925]} عليه العذاب .
فيقول الجسد : رب ، وما كنت أنا ، به كنت أبسط ، وبه كنت أقبض ، وبه كنت أعمل ، وبه كنت أقوم وأقعد ، فخلد عليه العذاب .
فيقال لهما{[58926]} : أرأيتما لو أن أعمى وصحيحا دخلا حائطا مثمرا ، فقال البصير : لا أناله . فقال الأعمى : أنا أحملك على عنقي ( حتى تناله فتأخذ ){[58927]} : فحمله حتى أخذ من التمر ، فأكلا جميعا ، على من يكون العذاب ؟ فيقول{[58928]} : عليهما جميعا{[58929]} ! .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أول ما يُقضى فيه بين الناس يوم القيامة في الدماء " {[58930]} .
وقيل : هو اختصام أهل الإسلام فيما بينهم{[58931]} .
وروي عن ابن عمر أنه قال : نزلت هذه الآية ( وما ندري ما تفسيرها حتى وقعت الفتنة ، فقلنا : هذا الذي وعدنا ربنا أن نختصم فيه{[58932]} . وقال النخعي{[58933]} : لما نزلت هذه الآية ){[58934]} قالوا ما خصومتنا بيننا ونحن إخوان ؟
قال : فلما قتل عثمان رضي الله عنه قالوا : هذه خصومتنا بيننا{[58935]} .
قال أبو العالية{[58936]} : هم أهل القبلة يختصمون يوم القيامة في مظالم بينهم{[58937]} .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الآية " يختصمون في الدماء في الدماء " {[58938]} قاله مرتين{[58939]} .
وروي عن الزبير أنه قال : يا رسول الله ، أنختصم يوم القيامة بعدما كان بيننا ؟ قال : " نعم حتى يؤدي إلى{[58940]} كل ذي حق حقه " . قال الزبير{[58941]} : إن الأمر إذن لشديد{[58942]} .
وفي الحديث المسند : " أول ما تقع فيه الخصومات الدماء " {[58943]} .
وقوله : ( مثلا ) تمام عند أبي حاتم وغيره{[58944]} .
وليس ذلك بمختار لأن الممثل به لم يذكر بعد{[58945]} فهو متصل بما قبله .
وقيل : إن ( مثلا ) تقديره أن يكون مؤخرا بعد ( سلما لرجل ) ، أي : ضرب الله هذا مثلا وفي الكلام حذف ، والتقدير : ضرب الله مثلا لمن أشرك به غيره .
وقوله : { هل يستويان مثلا } : المثل في هذا بمعنى الصفة كما قال : { مثل الجنة }{[58946]} ، أي : صفة الجنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.