البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ} (8)

تدلى العذق تدلياً : امتد من علو إلى جهة السفل ، فيستعمل في القرب من العلو ، قاله الفراء وابن الأعرابي . قال أسامة الهذلي :

تدلى علينا وهو زرق حمامة *** إذا طحلب في منتهى القيظ هامد

{ ثم دنا } من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { فتدلى } : فتعلق عليه في الهوى .

وقال ابن عطية : { ثم دنا } ، قال الجمهور : أي جبريل إلى محمد عليهما الصلاة والسلام عند حراء .

وقال ابن عباس وأنس في حديث الإسراء : ما يقتضي أن الدنو يستند إلى الله تعالى .

وقيل : كان الدنو إلى جبريل .

وقيل : إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي دنا وحيه وسلطانه وقدرته ، والصحيح أن جميع ما في هذه الآيات هو مع جبريل بدليل قوله : { ولقد رءاه نزلة أخرى } ، فإنه يقتضي نزلة متقدمة .

وما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه قبل ليلة الإسراء .