محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ} (8)

{ ثم دنا } أي ثم بعد استوائه ، اقترب جبريل من محمد صلى الله عليه وسلم { فتدلى } أي إليه .

قال ابن جرير :{[6814]} هذا من المؤخر الذي معناه التقديم ، وإنما هو ثم تدلى فدنا ، ولكنه حسن تقديم قوله : { دنا } إذ كان الدنو يدل على التدلي ، والتدلي على الدنو . كما يقال : زارني فلان فأحسن ، وأحسن إليّ فزارني .

وقال الشهاب : التدلي مجاز عن التعلق بالنبي بعد الدنو منه ، لا بمعنى التنزل من علوّ ، كما هو المشهور . أو هو دنوّ خاص بحالة التعلق ، فلا قلب ولا تأويل ب ( أراد الدنو )- كما في ( الإيضاح )- .


[6814]:انظر الصفحة رقم 44 من الجزء السابع والعشرين(طبعة الحلبي الثانية(