البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ} (20)

{ ومناة } : قيل : صخرة كانت لهذيل وخزاعة ، وعن ابن عباس : لثقيف .

وقيل : بالمشكك من قديد بين مكة والمدينة ، وكانت أعظم هذه الأوثان قدراً وأكثرها عدداً ، وكانت الأوس والخزرج تهل لها هذا اضطراب كثير في الأوثان ومواضعها ، والذي يظهر أنها كانت ثلاثتها في الكعبة ، لأن المخاطب بذلك في قوله : { أفرأيتم } هم قريش .

وقرأ الجمهور : ومناة مقصوراً ، فقيل : وزنها فعلة ، سميت مناة لأن دماء النسائك كانت تمنى عندها : أي تراق .

وقرأ ابن كثير : ومناءة ، بالمد والهمز .

قيل : ووزنها مفعلة ، فالألف منقلبة عن واو ، نحو : مقالة ، والهمزة أصل مشتقة من النوء ، كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركاً بها ، والقصر أشهر .

قال جرير :

أزيد مناة توعد بأس تيم *** تأمل أين تاه بك الوعيد

وقال آخر في المد والهمز :

ألا هل أتى تيم بن عبد مناءة *** على النأي فيما بيننا ابن تميم

20