الآية 8 وعلى هذا قوله تعالى : { ثم دنا فتدلّى } يحتمل دنا منه جبرائيل عليه السلام شيئا بعد شيء ، وقرُب منه ، كذلك يحتمله ؛ إذ جُبِل الإنسان على طبيعة تحتمل الأشياء إذا انتهت إليه على التّفاريق ما لو أتته بدفعة واحدة في وقت واحد لما احتملها{[20043]} ؛ كالحرّ يأتي الخلق بعد شدة البرد شيئا فشيئا ، وكذلك البرد بعد شدة الحرّ شيئا فشيئا حتى يشتدّ ما لو أتيا بدفعة واحدة [ لما احتملهُما ]{[20044]} .
[ فعلى ذلك جائز ألا يحتمل البصر رؤية الشيء بدفعة واحدة ]{[20045]} إذا كان قريبا منه ، ويحتمله من البُعد ، ثم يقرُب ، ويدنو قليلا قليلا ، حتى يحتمله من القرب ، والله أعلم .
ثم من الناس من يقول : إن قوله تعالى : { ثم دنا فتدلّى } على التقديم والتأخير ، أي تدلّى ، فدنا ، لأنه يكون التدلّي أولا ثم الدُّنوُّ منه .
ومنهم من قال : بل هو على ما قال ، وهما سواء ؛ أعني : التّدلّي والدُّنوّ بمنزلة القُرب{[20046]} ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.