إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (88)

{ ذلك } إشارةٌ إلى ما يُفهم من النظم الكريم من مصادرِ الأفعال المذكورة وقيل : ما دانوا به ، وما في ذلك من معنى البُعد لما مر مراراً { هُدَى الله } الإضافة للتشريف { يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } وهم المستعدّون للهداية والإرشاد ، وفيه إشارةٌ إلى أنه تعالى متفضِّلٌ بالهداية { وَلَوْ أَشْرَكُوا } أي هؤلاءِ المذكورون { لَحَبِطَ عَنْهُمْ } مع فضلهم وعلوِّ طبقاتِهم { مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } من الأعمال المَرْضيّة الصالحة ، فكيف بمَنْ عداهم وهُم هُم وأعمالُهم أعمالُهم .