الآية 88 وقوله تعالى : { ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده } أي ذلك الهدى الذي هدى هؤلاء ، فبهداهم اهتدوا .
وفي الآية نقض قول المعتزلة لأنهم يقولون : إن الله قد شاء أن يهدي الخلائق كلهم ، لكن لم يهتدوا . وعلى قولهم لم يكن من الله إلى الرسل والأنبياء من الهداية والفضل إلا كان ذلك إلى جميع الكفرة . فالآية تكون مسلوبة الفائدة على قولهم لأنه ذكر أنه يهدي من يشاء ، وهم يقولون : شاء أن يهدي الكل ، لكن لم يهتدوا . فإن كان كما ذكروا لم يكن لقوله تعالى : { من يشاء } فائدة . دل أنه من الخلائق من قد شاء ألا يهديهم إذا علم منهم أنهم /154-ب/ لا يهتدون ، ولا يختارون الهدى ، وبالله التوفيق .
وقوله تعالى : { ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } هذا نبأ عن الحكم فيهم لو أشركوا . إلا أنهم لا يشركون لأن الله قد عصمهم ، واختارهم لرسالته ، واختصهم لنبوته ، فلا يحتمل أن يشركوا . لكن ذكر هذا ليعلموا أن حكمه واحد في من أشرك في الله غيره : وضيعا كان ، أو شريفا .
وقوله تعالى : { لحبط عنهم ما كانوا يعملون } من الحسنات والخيرات التي كانت قبل الإشراك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.