البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (20)

وقرأ الجمهور : { إلا ابتغاء } بنصب الهمزة ، وهو استثناء منقطع لأنه ليس داخلاً في { من نعمة } .

وقرأ ابن وثاب : بالرفع على البدل في موضع نعمة لأنه رفع ، وهي لغة تميم ، وأنشد بالوجهين قول بشر بن أبي حازم :

أضحت خلاء قفاراً لا أنيس بها *** إلا الجآذر والظلمات تختلف

وقال الراجز في الرفع :

وبلدة ليس بها أنيس *** إلا اليعافير وإلا العيس

وقرأ ابن أبي عبلة : { إلا ابتغاء } ، مقصوراً .

وقال الزمخشري : ويجوز أن يكون ابتغاء وجه الله مفعولاً له على المعنى ، لأن معنى الكلام لا يؤتي ماله إلا ابتغاء وجه ربه ، لا لمكافأة نعمه ، انتهى .

وهذا أخذه من قول الفراء .

قال الفراء : ونصب على تأويل ما أعطيك ابتغاء جزائك ، بل ابتغاء وجه الله .