فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (20)

{ إِلاَّ ابتغاء وَجْهِ رَبّهِ الأعلى } قرأ الجمهور : { إِلاَّ ابْتِغَاءَ } بالنصب على الاستثناء المنقطع لعدم اندراجه تحت جنس النعمة : أي لكن ابتغاء وجه ربه الأعلى ، ويجوز أن يكون منصوباً على أنه مفعول له على المعنى : أي لا يؤتي إلاّ لابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة . قال الفراء : هو منصوب على التأويل : أي ما أعطيتك ابتغاء جزائك بل ابتغاء وجه الله ، وقرأ يحيى بن وثاب بالرفع على البدل من محل «نعمة » ، لأن محلها الرفع إما على الفاعلية وإما على الابتداء ، ومن مزيدة ، والرفع لغة تميم ، لأنهم يجوّزون البدل في المنقطع ويجرونه مجرى المتصل . قال مكي : وأجاز الفراء الرفع في «ابتغاء » على البدل من موضع نعمة ، وهو بعيد . قال شهاب الدين : كأنه لم يطلع عليها قراءة ، واستبعاده هو البعيد فإنها لغة فاشية ، وقرأ الجمهور أيضاً «ابتغاء » بالمدّ ، وقرأ ابن أبي عبلة بالقصر و «الأعلى » نعت للربّ .

/خ21