الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (20)

{ ابتغاء وَجْهِ رَبِّهِ } مستثنى من غير جنسه وهو النعمة أي : ما لأحد عنده نعمة إلاّ ابتغاء وجه ربه ، كقولك : ما في الدار أحد إلاّ حماراً . وقرأ يحيى بن وثاب : «إلا ابتغاء وجه ربه » بالرفع : على لغة من يقول : ما في الدار أحد ألا حمار وأنشد في اللغتين قول بشر بن أبي حازم :

أَضْحَتْ خَلاءً قِفَاراً لاَ أَنِيسَ بِهَا *** إلاّ الْجَآذِرُ وَالظّلْمَانُ تَخْتَلِفُ

وقول القائل :

وَبَلْدَةٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسُ *** إلاَّ الْيَعَافِيرُ وَإلاَّ الْعَيسُ

ويجوز أن يكون { ابتغاء وَجْهِ رَبِّهِ } مفعولاً له على المعنى ، لأنّ معنى الكلام : لا يؤتي ماله إلاّ ابتغاء وجه ربه ، لا لمكافأة نعمة .