تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (20)

الآيتان 19 و 20 : وقوله تعالى : { وما لأحد عنده من نعمة تجزى } { إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى } ( يحتمل وجهين : أحدهما : أن ){[23750]} ما لأحد عند الله تعالى من نعمة يجزى بها ، ولا يد يستحق ( الثواب ){[23751]} بها . لكن إذا أدى نعمة من نعم الله تعالى التي أعطاها إياه لغيره ابتغاء وجهه ، وطلب مرضاته ، يجزيه بفضله ، كأنه كانت له عنده نعمة ، يجزي بها .

والثاني : يحتمل أن يكون{[23752]} صلة قوله : { الذي يؤتى ماله يتزكى } أي يتصدق ، ويتزكى لابتغاء وجه الله تعالى على من ليس عنده نعمة ويد يجازيه بها ، وينفق عليه جزاء لصنيع قد سبق منه في حقه ، كأنه يقول : لا يعطي الزكاة أحدا عن مجازاة ( ما ){[23753]} سبق منه إليه من نعمة ، إنما أعطاه له لا مجازاة ، ولكن لله تعالى خالصا .

وفيه دليل ألا يعطي الرجل زكاة ماله من عنده له نعمة أو منة لأنه يخرج ذلك مخرج الإعطاء ببدل .


[23750]:في الأصل وم: أي.
[23751]:من م، ساقطة من الأصل
[23752]:في الأصل وم: هذا.
[23753]:في م: قد: ساقطة في الأصل