فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (20)

{ إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى } قرأ الجمهور بالنصب على الاستثناء المنقطع لعدم اندراجه تحت جنس النعمة أي لكن ابتغاء وجه ربه ، ويجوز أن يكون منصوبا على أنه مفعول له على المعنى أي لا يؤتي إلا لابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة ، قال الفراء هو منصوب على التأويل أي ما أعطيتك ابتغاء جزائك بل ابتغاء وجه الله ، وقرئ بالرفع على البدل من محل نعمة لأن محلها الرفع إما على الفاعلية وإما على الابتداء أو ( من ) مزيدة والرفع لغة تميم لأنهم يجوزون البدل في المنقطع في غير الإيجاب ويجرونه مجرى المتصل .

قال مكي وأجاز الفراء في ابتغاء على البدل من موضع نعمة وهو بعيد .

قلت كأنه لم يطلع عليها قراءة ، واستبعاده هو البعيد فإنها لغة فاشية ، وقرأ الجمهور أيضا ابتغاء بالمد ، وقرئ بالقصر . والأعلى نعت للرب .