أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٞ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٞۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَيۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن يَعۡمَلُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن يَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ} (12)

شرح الكلمات :

{ ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر } : أي وسخرنا لسليمان الريح غدوها أي سيرها من الغداة إلى منتصف النهار مسيرة شهر ورواحها من منتصف النهار إلى الليل شهر كذلك أي مسافة شهر .

{ وأسلنا له عين القطر } : أي وأسلنا له عين النحاس .

{ ومن يزغ منهم } : أي ومن يعدل عن طاعة سليمان فلم يطعه نذقه من عذاب السعير .

المعنى :

وقوله تعالى : { ولسليمان الريح } أي سخرنا لسليمان بن داود الريح { غُدُّوها شهر ورواحها شهر } أي تقطع مسافة شهر في الصباح ، وأخرى في المساء أي من منتصف النهار إلى الليل فتقطع مسيرة شهرين في يوم واحد ، وذلك أنه كان لسليمان مركب من خشب يحمل فيه الرجال والعتاد وترفعه الجان من الأرض فإذا ارتفع جاءت عاصفة فتحملها ثم تتحول إلى رخاء فيوجه سليمان السفينة حيث شاء بكل ما تحمله وينزل بها كسفينة فضاء تماماً .

وقوله تعالى { وأسلنا له عين القطر } وهو النحاس فكما ألان لداود الحديد للصناعة أجرى لسليمان عين النحاس لصناعته فيصنع ما شاء من آلات وأدوات النحاس .

وقوله تعالى { ومن الجن } أي وسخرنا من الجن من يعمل بين يديه أي أمامه وتحت رقابته يعمل له ما يريد عمله من أمور الدنيا . وذلك بإذن ربِّه تعالى القادر على تسخير ما يشاء لمن يشاء . وقوله { ومن يزغ منهم } أي ومن يعدل من الجن { عن أمرنا } أي عما أمرناهم بعمله وكلفناهم به { نذقه من عذاب السعير } وذلك يوم القيامة .

الهداية :

من الهداية :

- مركبة سليمان سبقت صنع الطائرات الحالية بآلاف السنين .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٞ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٞۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَيۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن يَعۡمَلُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن يَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ} (12)

{ ولسليمان الريح } بالنصب على تقدير وسخرنا ، وقرئ بالرفع على الابتداء .

{ غدوها شهر ورواحها شهر } أي : كانت تسير به بالغداة مسيرة شهر ، وبالعشي مسيرة شهر فكان يجلس على سريره وكان من خشب يحمل فيها روي : أربعة آلاف فارس فترفعه الريح ثم تحمله .

{ وأسلنا له عين القطر } قال ابن عباس : كانت تسيل له باليمين عين من نحاس يصنع منها ما أحب ، والقطر النحاس ، وقيل : القطر الحديد والنحاس وما جرى مجرى ذلك : كان يسيل له منه أربعة عيون ، وقيل : المعنى أن الله أذاب له النحاس بغير نار كما صنع بالحديد لداود .

{ نذقه من عذاب السعير } : يعني نار الآخرة ، وقيل : كان معه ملك يضربهم بصوت من نار .