{ مبوأ صدق } : أي أنزلناهم منزلاً صالحاً طيباً مرضياً .
{ من الطيبات } : أي من أنواع الأرزاق الطيبة الحلال .
{ حتى جاءهم العلم } : وهو معرفتهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو النبي المنتظر وأنه المنجي .
{ فيما كانوا فيه يختلفون } : أي في الذي اختلفوا من الحق فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار .
هذه خاتمة الحديث عن موسى وبني إسرائيل بعد أن نجاهم الله من عدوهم بإهلاكه في اليم قال تعالى : { ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق } أي أنزلناهم مبوأ صالحاً طيباً وهو بلاد فلسطين من أرض الشام المباركة ، وذلك بعد نجاتهم من التيه ودخولهم فلسطين بصحبة نبي الله يوشع بن نون عليه السلام ، وقوله { ورزقناهم من الطيبات } إذ أرض الشام أرض العسل والسمن والحبوب والثمار واللحم والفحم وذكر هذا إظهار لنعم الله تعالى ليشكروها . وقوله : { فما اختلفوا حتى جاءهم العلم } يريد أن بني إسرائيل الذين أكرمهم ذلك الإِكرام العظيم كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم متفقين على دين واحد منتظرين النبي المنتظر المبشر به في التوراة الذي سينقذ بني إسرائيل مما حل بهم من العذاب والاضطهاد على أيدي أعدائهم الروم ، فلما جاءهم وهو العلم وهو القرآن والمنزل عليه محمد صلى الله عليه وسلم اختلفوا فمنهم من آمن به ، ومنهم من كفر . وقوله تعالى في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم : { إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } من أمر الإِيمان لك واتباعك واتباع ما جئت به من الهدى ودين الحق ، فيدخل المؤمنين الجنة ويدخل الكفار النار .
1- بيان إكرام الله تعالى لبني إسرائيل .
2- الرزق الطيب هو ما كان حلالاً لا ما كان حراماً .
3- إذا أراد الله هلاك أمة اختلفت بسبب العلم الذي هو في الأصل سبب الواحدة والوئام .
4- حرمة الاختلاف في الدين إذ كان يؤدي إلى الانقسام والتعادي والتحاب .
5- يوم القيامة هو يوم الفصل الذي يقضي الله تعالى فيه بين المختلفين بحكمه العادل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.