أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{فَلَوۡلَا كَانَتۡ قَرۡيَةٌ ءَامَنَتۡ فَنَفَعَهَآ إِيمَٰنُهَآ إِلَّا قَوۡمَ يُونُسَ لَمَّآ ءَامَنُواْ كَشَفۡنَا عَنۡهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَتَّعۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ حِينٖ} (98)

شرح الكلمات :

{ فلولا } : أداة تحضيض هنا بمعنى هلاّ وفيها معنى التوبيخ والنفي .

{ قرية آمنت } : أي أهل قرية آمنوا .

{ يونس } : هو يونس بن مَتَّى نبي الله ورسوله .

{ إلى حين } : أي إلى وقت انقضاء آجالهم .

المعنى :

بعد أن ذكر تعالى في الآيات السابقة أن الخسران لازم لمن كذب بآيات الله ، وأن الذين وجب لهم العذاب لإِحاطة ذنوبهم بهم لا يؤمنون لفقدهم الاستعداد للإِيمان ذكر هنا ما يحض به أهل مكة على الإِيمان وعدم الإِصرار على الكفر والتكذيب فقال : { فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها } أي فهلا أهل قرية آمنوا فانتفعوا بإيمانهم فنجوا من العذاب اللازم لمن لم يؤمن أي لِمَ لا يؤمنون وما المانع من إيمانهم وهذا توبيخ لهم . وقوله { إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا } فلم نهلكهم بعذاب استئصال وإبادة شاملة لأنهم لما رأوا أمارات العذاب بادروا إلى التوبة قبل نزوله بهم فكشف الله تعالى عنهم العذاب ، ومتعهم بالحياة إلى حين انقضاء آجالهم فما لأهل أم القرى لا يتوبون كما تاب أهل نَيْنَوى من أرض الموصل وهم قوم يونسَ عليه السلام .

الهداية

من الهداية :

- من مظاهر رحمة الله تعالى بعباده دعوته إياهم إلى الإِيمان به وحضهم عليه .

- قبول التوبة قبل معاينة العذاب ، ورؤية العلامات لا تمنع من التوبة .