الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَقَدۡ بَوَّأۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مُبَوَّأَ صِدۡقٖ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ فَمَا ٱخۡتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (93)

وقوله تعالى : { مُبَوَّأَ صِدْقٍ } : يجوز أن يكونَ منصوباً على المصدر تقديرُه : بَوَّأناهم مُبَوَّأ صِدْقٍ ، وأن يكونَ مكاناً أي : مكان تبوُّء صدق . وقرىء " لمَنْ خَلَفَك " بفتح اللام جعله فعلاً ماضياً ، والمعنى : لمَنْ خَلَفَك من الجبابرة ليتَّعِظوا بذلك . وقرىء " لمَنْ خَلَقَك " بالقاف فعلاً ماضياً وهو الله تعالى أي : ليجعلك الله آيةً في عباده . ويجوز أن ينتصب " مُبَّوَّأ " على أنه مفعولٌ ثانٍ كقولِه تعالى : { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفَاً } أي : لنُنْزِلَنَّهُمْ .