{ إلى أرذل العمر } : أي أخسه من الهرم والخرف ، والخرف فساد العقل .
وقوله تعالى في الآية الأخرى ( 70 ) { والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً } ، هذه آية أخرى أجل وأعظم في الدلالة على قدرة الله وعلمه وحكمته ورحمته ، وهي موجبة لعبادته وحده ، وملزمة بالإيمان بالبعث الآخر . فخلق الله تعالى لنا وحده ، وهو واحد ونحن لا يحصى لنا عد ، ثم إماتته لنا موتاً حقيقياً يقبض أرواحنا ولا يستطيع أحد أن يموت ، ولا يتوفى أبداً . ثم من مظاهر الحكمة أن يتوفانا من آجال مختلفة اقتضتها الحكمة ؛ لبقاء النوع واستمرار الحياة إلى نهايتها . فمن الناس من يموت طفلاً ، ومنهم من يموت شاباً ، وكلها حسب حكمة الابتلاء والتربية الإلهية ، وآية أخرى : أن منا من يرد إلى أرذل عمره ، أي : أرداه وأخسه ، فيهرم ويخرف ، فيفقد ما كان له من قوة بدنٍ وعقل ، ولا يستطيع أحد أن يخلصه من ذلك إلا الله ، مظهر قدرة ورحمة . أرأيتم لو شاء الله أن يرد الناس كلهم إلى أرذل العمر ، ولو في قرنٍ أو قرنين من السنين ، فكيف تصبح حياة الناس يومئذٍ ؟ وقوله : { إن الله عليم قدير } ، تقرير لعلمه وقدرته ؛ إذ ما نتج وما كان ما ذكره من خلقنا ووفاتنا ، ورد بعضنا إلى أرذل العمر ، إلا بقدرة قادر وعلم عالم ، وهو الله العليم القدير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.