الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ ثُمَّ يَتَوَفَّىٰكُمۡۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡ لَا يَعۡلَمَ بَعۡدَ عِلۡمٖ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٞ قَدِيرٞ} (70)

وأخرج ابن جرير ، عن علي رضي الله عنه في قوله : { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر } ، قال : خمس وسبعون سنة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر } الآية . قال : أرذل العمر ، هو : الخرف .

وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن عكرمة قال : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر ، ثم قرأ { لكي لا يعلم بعد علم شيئاً } .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن طاوس قال : إن العالم لا يخرف .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عبد الملك بن عمير قال : كان يقال أن أبقى الناس عقولاً قراء القرآن .

وأخرج البخاري وابن مردويه ، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو ، «أعوذ بك من البخل ، والكسل ، وأرذل العمر ، وعذاب القبر ، وفتنة الدجال ، وفتنة المحيا ، وفتنة الممات » .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن مسعود قال : كان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم «أعوذ بالله من دعاء لا يسمع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن علم لا ينفع ، ومن نفس لا تشبع ، اللهم إني أعوذ بك من الجوع ؛ فإنه بئس الضجيع . ومن الخيانة ؛ فإنها بئست البطانة . وأعوذ بك من الكسل ، والهرم ، والبخل ، والجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدجال ، وعذاب القبر » .

وأخرج ابن مردويه ، عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يدعو «اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وأعوذ بك من عذاب القبر » .

وأخرج ابن مردويه ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «المولود حتى يبلغ الحنث : ما يعمل من حسنة أثبت لوالده أو لوالديه ، وإن عمل سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه ، فإذا بلغ الحنث ، وجرى عليه القلم : أمر الملكان اللذان معه فحفظاه وسددا ، فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام : آمنه الله من البلايا الثلاثة : من الجنون ، والجذام ، والبرص ، فإذا بلغ الخمسين : ضاعف الله حسناته ، فإذا بلغ ستين : رزقه الله الإنابة إليه فيما يحب ، فإذا بلغ سبعين : أحبه أهل السماء ، فإذا بلغ تسعين سنة : غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وشفعه في أهل بيته ، وكان اسمه عنده أسير الله في أرضه ، فإذا بلغ إلى أرذل العمر : { لكي لا يعلم بعد علم شيئاً } ، كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير ، وإن عمل سيئة لم تكتب عليه » .