قوله : { والله خلقكم ثم يتوفاكم } [ 70 ] إلى قوله : { وبنعمت الله هم يكفرون } [ 72 ] .
أي : والله خلقكم أيها الناس فأوجدكم ولم تكونوا شيئا ، ثم يتوفاكم أي : يميتكم { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر } [ 70 ] .
[ أي{[39362]} ] : ومنكم من يهرم فيصير إلى أرذل العمر ، أي : إلى أرداه{[39363]} . وقيل : إنه يصير كذلك في خمس وسبعين سنة . قال علي بن أبي طالب [ عز وجل{[39364]} ] : أرذل العمر خمس{[39365]} وسبعون{[39366]} سنة{[39367]} .
لكن المسلم إذا صار إلى أرذل العمر ازداد{[39368]} مع طول العمر عند الله كرامة وأجرا{[39369]} ، كما قال [ في ]{[39370]} سورة التين والزيتون : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم }{[39371]} يعني : آدم{[39372]} خلقه في أحسن صورة ، ثم قال : { ثم رددناه أسفل سافلين }{[39373]} يعني : الكافر من ولد آدم{[39374]} ثم استثنى المؤمنين من ولد آدم فقال : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون }{[39375]} . أي : غير مقطوع عنهم وذلك إذا ضعف الرجل المسلم عن الصلاة النافلة والصيام{[39376]} النافلة وما هو رضى لله [ عز وجل{[39377]} ] أجرى الله [ سبحانه{[39378]} ] عليه ثواب ذلك في كبره ولذلك قال : { أليس الله بأحكم الحاكمين }{[39379]} أي : إذا فعل ذلك بالمؤمنين فهو أعدل العادلين .
ثم قال : { لكي لا{[39380]} يعلم بعد علم شيئا } [ 70 ] .
أي : يرد إلى الهرم ليصير جاهلا بعد أن كان عالما . يعني : الخرف والخفة التي تدخل الشيوخ ، وتحدث فيهم فيصيرون كالصبيان{[39381]} .
فهذا تنبيه من الله عز وجل للخلق أن الله [ سبحانه{[39382]} ] نقلهم من جهل{[39383]} إلى علم . ثم من علم إلى جهل ، ومن ضعف إلى قوة ، قم من قوة إلى ضعف . فهو يقدر على أن ينقلكم{[39384]} من حياة إلى موت ثم من [ موت إلى{[39385]} ] حياة ، فكل ذلك بيده .
ثم قال : { إن الله عليم قدير{[39386]} } .
أي ، أنه عليم [ قدير{[39387]} ] لا ينسى شيئا ولا يتغير علمه بعلم ما كان وما يكون ، قدير على ما يشاء{[39388]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.