لما ذكر سبحانه بعض أحوال الحيوان ، وما فيها من عجائب الصنعة الباهرة ، وخصائص القدرة القاهرة ، أتبعه بعجائب خلق الإنسان ، وما فيه من العبر فقال : { والله خَلَقَكُمْ } ولم تكونوا شيئاً { ثُمَّ يتوفاكم } عند انقضاء آجالكم { وَمِنكُم مَن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر } يقال : رذل يرذل رذالة ، والأرذل والرذالة : أردأ الشيء وأوضعه . قال النيسابوري : واعلم أن العقلاء ضبطوا مراتب عمر الإنسان في أربع : أولاها سنّ النشوّ ، وثانيها : سنّ الوقوف ، وهو سنّ الشباب ، وثالثها : سنّ الانحطاط اليسير ، وهو سنّ الكهولة ، ورابعها : سنّ الانحطاط الظاهر ، وهو سنّ الشيخوخة . قيل : وأرذل العمر هو عند أن يصير الإنسان إلى الخرف ، وهو أن يصير بمنزلة الصبيّ الذي لا عقل له ؛ وقيل : خمس وسبعون سنة ، وقيل : تسعون سنة ، ومثل هذه الآية قوله سبحانه : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين } [ التين : 4 - 5 ] ثم علل سبحانه ردّ من يرده إلى أرذل العمر بقوله : { لِكَيْلاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ } كان قد حصل له { شَيْئاً } من العلم ، لا كثيراً ولا قليلاً ، أو شيئاً من المعلومات إذا كان العلم هنا بمعنى المعلوم . وقيل : المراد : بالعلم هنا العقل ، وقيل : المراد لئلا يعلم زيادة على علمه الذي قد حصل له قبل ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.