أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَدَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ إِذۡ يَحۡكُمَانِ فِي ٱلۡحَرۡثِ إِذۡ نَفَشَتۡ فِيهِ غَنَمُ ٱلۡقَوۡمِ وَكُنَّا لِحُكۡمِهِمۡ شَٰهِدِينَ} (78)

شرح الكلمات :

{ في الحرث } : أي في الكرم الذي رعته الماشية ليلاً .

{ نفشت فيه } : أي رعته ليلاً بدون راع .

{ شاهدين } : أي حاضرين صدور حكمهم في القضية لا يخفى علينا شيء من ذلك .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في ذكر إفضالات الله تعالى وإنعامه على من يشاء من عباده ، وفي ذلك تقرير لنبوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم التي كذبت بها قريش فقال تعالى : { وداود وسليمان } أي واذكر يا نبينا داود وسليمان { إذ يحكمان في الحرث } أي اذكرهما في الوقت الذي كانا يحكمان في الحرث الذي { نفشت فيه غنم القوم } أي رعت فيه ليلاً بدون راع فأكلته وأتلفته { وكنا لحكمهم شاهدين } حاضرين لا يخفى علينا ما حكم به كل منهما ، إذ حكم داود بأن يأخذ صاحب الحرث الماشية مقابل ما أتلفته لأن المتلف يعادل قيمة الغنم التي أتلفته ، وحكم سليمان بأن يأخذ صاحب الماشية الزرع يقوم عليه حتى يعود كما كان ، ويأخذ صاحب الحرث الماشية يستغل صوفها ولبنها وسخالها فإذا ردت إليه كرومة كما كانت أخذها ورد الماشية لصاحبها لم ينقص منها شيء هذا الحكم أخبر تعالى أنه فهم فيه سليمان وهو أعدل من الأول وهو قوله تعالى : { ففهمناها } .

الهداية

من الهداية :

- وجوب نصب القضاة للحكم بين الناس .

- بيان حكم الماشية ترعى في حرث الناس وإن كان شرعنا على خلاف شرع من سبقنا فالحكم عندنا إن رعت الماشية ليلاً قوم المتلف على صاحب الماشية ودفعه لصاحب الزرع ، وإن رعت نهاراً فلا شيء لصاحب الزرع لأن عليه أن يحفظ زرعه من أن ترعى فيه مواشي الناس لحديث العجماء ، جبار وحديث ناقة البراء بن عازب .