أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (4)

شرح الكلمات :

{ علا في الأرض } : أي تكبر وظلم فادعى الربوبية وظلم بني إسرائيل ظلماً فظيعاً .

{ شيعاً } : أي طوائف بعضهم عدوّ لبعض من باب فَرِّق تَسُدْ .

{ ويستحي نساءهم } : أي يبقي على النساء لا يذبح البنات لأنه لا يخاف منهن ويذبح الأولاد لخوفه مستقبلاً على ملكه منهم .

المعنى :

وقوله تعالى : { إن فرعون . . } إلى آخر الآية هذا بيان لما أخبر أنه يقصه للمؤمنين ، يخبر تعالى فيقول : { إن فرعون . . } إلى آخر الآية إن فرعون الحاكم المصري المسمى بالوليد بن الريان الطاغية المدعى الربوبية والألوهية { علا في الأرض } أي أرض البلاد المصرية ومعنى علا طغى وتكبر وتسلط وقوله { وجعل أهلها } أي أهل تلك البلاد المصرية { شيعاً } أي طوائف فرق بينها إبقاء على ملكه قاعدة فَرِّق تَسُدْ المذهب السياسي القائم الآن في بلاد الكفر والظلم وقوله { يستضعف طائفة } من تلك الطوائف وهي طائفة بني إسرائيل وكيفية استضعافهم أنه يذبح أبناءهم ساعة ولادتهم { ويستحي نساءهم } أي بناتهم ليكبرن للخدمة وتذبيح الأولاد سببه أن كهانة وسياسييه أعلموه أن مهلكه مهدد بوجود بني إسرائيل أقوياء كثر في البلاد فاستعمل طريقة تقليلهم والحد من كثرتهم بذبح الأولاد الذكور منهم وإبقاء الإِناث منهم وهي سياسة تشبه تحديد النسل اليوم التي يستعملها الهالكون اليوم وهم لا يشعرون .

وقوله : { إنه كان من المفسدين } هذا تعليل لعلو فرعون وطغيانه فذكر أن سبب ذلك الذي يرتكبه من السياسة العمياء الظالمة أنه { من المفسدين } أي في الأرض بارتكاب الجرائم العظام التي لا توصف .

الهداية :

- التحذير من الظلم والاستطالة على الناس والفساد في الأرض .