ثم قال تعالى{[53154]} : { إن فرعون علا في الأرض }[ 3 ] ، أي تجبر وتكبر ، لم يرد علو مكان ، وعلى ذلك ما وصف الله بالعلو ، ليس هو علو مكان { وجعل أهلها شيعا }[ 3 ] ، أي فرقا يذبح طائفة ، ويستحيي طائفة ، ويستعبد طائفة . { إنه كان من المفسدين }[ 3 ] ، أي ممن يفسد في الأرض بقتله من لا يستحق القتل ، واستعباده من ليس له استعباده{[53155]} ، وتجبره بغير حق .
قال السدي : رأى فرعون في نامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر ، فدعا السحرة والكهنة والقافة فسألهم عن رؤياه ، فقالوا : يخرج من هذا البلد{[53156]} الذي جاء بنو إسرائيل منه ، يعنون بيت المقدس رجل يكون على وجهه ذهاب مملكتك{[53157]} ، وكان{[53158]} بنو إسرائيل لا يولد لهم غلام إلا ذبحه ، ولا يولد لهم{[53159]} جارية إلا تركت{[53160]} . وقال للقبط{[53161]} : انظروا مملوكيكم{[53162]} الذين يعملون خارجا فأدخلوهم ، واجعلوا{[53163]} بني إسرائيل يلون تلك الأعمال القذرة ، فجعل بنو{[53164]} إسرائيل في أعمال{[53165]} غلمانهم{[53166]} ، وأدخلوا غلمانهم ، فذلك قوله : { وجعل أهلها شيعا }{[53167]} وواحد{[53168]} الشيع : شيعة ، وهي الفرقة التي يشيع{[53169]} بعضها بعضا أي يعاونه{[53170]} .
قال أبو إسحاق : إنما فعل ذلك لأن بعض الكهنة قال{[53171]} له : إن مولودا يولد مع{[53172]} ذلك الحين يكون سبب زوال ملكه . فالعجب من حمق فرعون إن كان الكاهن عنده صادقا فما يغني القتل ، وإن كان كاذبا فما يصنع بالقتل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.