الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (4)

و { عَلاَ فِي الأرض } [ القصص : 4 ] أي : عُلُوَّ طُغْيَانٍ وتَغَلَّبَ ، و{ فِي الأرض } يريد أرض مصر ، والشيعُ : الفرقُ ، والطائفةُ المستضعفةُ : هم بنو إسرائيل ، { يُذَبِّحُ أَبْنِاءَهُمْ } خوفَ خرابِ مُلْكِه على ما أخبرته كَهَنَتُه ، أو لأجل رؤيا رآها ، قاله السدي وطمع بجهله أن يَرُدَّ القدرَ ، وأين هذا المنزعُ من قول النبي صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ : ( إنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ ، وإنْ لَمْ يَكُنْهُ ، فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ ) يعني : ابنَ صَيَّادٍ إذ خافَ عمرُ أَن يكونَ هو الدَّجَّالَ ، وباقي الآيةِ بيِّن وتقدَّم قصصُه والأئمة : ولاة الأمور قاله قتادة .