قوله : { إِنَّ فِرْعْونَ } هذا هو المتلُوّ جيء به في جملة مستأنفة{[39651]} مؤكدة{[39652]} .
وقرئ «فِرْعَونَ » بضم الفاء وكسرها ، والكسر أحسن{[39653]} وهو الفسطاط{[39654]} ، { عَلاَ فِي الأرض } استكبر وتجبَّر { وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً } فرقاً وأصنافاً في الخدمة والتسخير ، يتبعونه على ما يريد ويطيعونه{[39655]} .
قوله : يَسْتَضْعِفُ{[39656]} يجوز فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه مستأنفٌ بيان لحال الأهل الذين جعلهم فرقاً وأصنافاً .
الثاني : أنه حال من فاعل «جَعَلَ » أي : جعلهم كذا حال كونه{[39657]} مستضعفاً طائفة منهم .
الثالث : أنه صفة ل «طَائِفَةٍ »{[39658]} .
قوله : «يُذْبِّحُ » يجوز فيه الثلاثة الأوجه : الاستئناف تفسيراً ل «يَسْتَضْعِف »{[39659]} . أو الحال من فاعله أو صفة ثانية ل «طَائِفَة »{[39660]} . والعامة على التشديد في «يُذَبِّح » للتكثير . وأبو حيوة وابن محيصن «يَذْبَح » مفتوح الياء والباء مضارع «ذَبَحَ » مخففاً{[39661]} .
المراد بالطائفة بنو إسرائيل ، ثم فسَّرَ الاستضعاف فقال : { يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } ، سمَّى هذا استضعافاً ؛ لأنهم عجزوا وضعفوا عن دفعه عن أنفسهم{[39662]} ، { إِنَّهُ كَانَ مِنَ المفسدين } ذكروا في سبب ذبح الأبناء وجوهاً :
قيل : إنَّ كاهناً قال له يُولَدُ مَوْلُود في بني إسرائيل في ليلة كذا ( يذهب ملكك ){[39663]} على يده ، فولد تلك الليلة اثنا عشر غلاماً ، فقتلهم وبقي هذا العذاب في بني إسرائيل سنين كثيرة . قال وهب : قتل القبط{[39664]} في طلب موسى تسعين ألفاً{[39665]} من بني إسرائيل . وقال السدي : إنَّ فرعون رأى في منامه أنَّ ناراً أقبلت من بيت المقدس إلى مصر فأحرقت القبط دون بني إسرائيل . فسأل عن رؤياه فقيل له : يخرج من هذا البلد من بني إسرائيل رجل يكون هلاك مصر على يده ، فأمر بقتل الذكور ، وقيل : إن الأنبياء الذين كانوا قبل موسى عليه السلام{[39666]} بشروا بمجيئه فسمع فرعون بذلك فأمر بذبح أبناء بني إسرائيل{[39667]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.