غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (4)

1

ثم شرع في تفصيل هذا المجمل وفي تفسيره كأن سائلاً سأل : وكيف كان نبؤهما ؟ فقال مستأنفاً { إن فرعون علا في الأرض } أي طغى وتكبر في أرض مملكته { وجعل أهلها شيعاً } فرقاً يشيعونه على ما يريد ويطيعونه أو جعلهم أصنافاً في استخدامه فمن بان وحارث وغير ذلك ، أو فرقاً مختلفة بينهم عداوة ليكونوا له أطوع وهم بنو إسرائيل والقبط . وقوله { يستضعف } حال من الضمير في { جعل } أو صفة { شيعاً } أو مستأنف . و { يذبح } بدل منه . وقوله { إنه كان من المفسدين } بيان أن القتل من فعل أهل الفساد لا غير لأن الكهنة إن صدقوا فلا فائدة في القتل ، وإن كذبوا فلا وجه للقتل اللهم إلا أن يقال : إن النجوم دلت على أنه يولد ولد لو لم يقتل لصار كذا وكذا ، وضعفه ظاهر لأن المقدر كائن ألبتة .

/خ21