أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{إِنَّمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقٗا فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (17)

شرح الكلمات :

{ أوثاناً } : أصناماً وأحجاراً وصُوراً وتماثيل .

{ وتخلقون إفكاً } : أي تختلقون الكذب فتقولون في الأصنام والأوثان آلهة وتعبدونها .

{ فابتغوا عند الله الرزق } : أي اطلبوا الرزق من الله الخلاق العليم لا من الأصنام والتماثيل المصنوعة المنحوتة بأيدي الرجال بالمعاول والفؤوس .

{ واعبدوه } : أي بالإِيمان به وتوحيده واشكروه بطاعته .

المعنى :

{ إنما تعبدون من دون الله أوثاناً } أي أصناماً وتماثيل وعبادة الأصنام والأوثان عبادة باطلة لا تجلب لكم نفعاً ولا تدفع عنكم ضراً . إن الذي يجب أن يعبد الله الخالق الرازق الضار النافع المحيي المميت السميع البصير . أما الأوثان فلا شيء في عبادتها إلا الضلال واتباع الهوى . وقوله لهم { وتخلقون إفكاً } أي وتصنعون كذباً تختلقونه اختلاقاً عندما تقولون في التماثيل والأصنام إنها آلهة . وقوله عليه السلام لقومه { إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً } يخبرهم عليه السلام معرفاً لهم بحقيقة هم عنها غافلون وهي أن الذين يعبدونهم من دون الله لا يملكون لهم رزقاً لأنهم لا يقدرون على ذلك فما الفائدة إذاً من عبادتهم وما الحاجة الداعية إليها لولا الغفلة والجهل ، ولما أبطل لهم عبادة الأصنام أرشدهم غلى عبادة الله الواحد القهار فقال { فابتغوا عند الله الرزق } إن كنتم عبدتم الأصنام لذلك فإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين فاطلبوا عنده الرزق فإنه مالكه والقادر على إعطائه { واعبدوه } بالإِيمان به وبرسوله وبتوحيده { واشكروا له } يرزقكم ويحفظ عليكم الرزق وقوله { إليه ترجعون } ذكّرهم بعلة غفلتهم ومَصْدَر جهلهم وهي كفرهم بالبعث فأعلمهم أنهم إليه تعالى لا إلى غيره يرجعون .

إذاً فليتعرفوا إليه ويعبدوه طلباً لرضاه وإكرامهم يوم يلقونه .

الهداية :

من الهداية :

- بطلان عبادة غير الله ووجوب عبادة الله عن طريق الأدلة العقلية .

- ما عبد الناس الأوثان إلا من جهلهم وفقرهم فلذا يجب أن يعلموا أن الله هو ربهم المستحق لعبادتهم وأن الله تعالى هو الذي يسد فقرهم ويرزقهم ومن عداه لا يملك ذلك لهم

- وجوب شكر الله تعالى بحمده والثناء عليه وبطاعته وصرف النعم فيما من أجله أنعم بها على عبده .