الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقٗا فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (17)

ثم قال تعالى : { إنما تعبدون من دون الله أوثانا } أي : أصناما . { وتخلقون إفكا } أي : تقولون كذبا .

وقال ابن عباس : معناه : تصنعون كذبا {[54424]} . وعن ابن عباس : تخلقون : تنحتون ، أي : تصورون إفكا {[54425]} ، وقاله الحسن {[54426]} {[54427]} .

فالمعنى أن الذين تعبدون من دون الله أصنام وأنتم / تصنعونها .

ثم قال : { إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا } يعني الأصنام التي عبدوها من دون الله لا تقدر لهم على نفع فترزقهم .

{ فابتغوا عند الله الرزق } أي : التمسوا من عند الله الرزق لا من عند الأوثان .

{ واعبدوه } أي : ذلوا له .

{ واشكروا له } على رزقه إياكم .

{ إليه ترجعون } أي : تردون من بعد مماتكم فيجازيكم على أعمالكم ويسألكم

على شكر نعمه عندكم .


[54424]:انظر: جامع البيان 20/ 137، والدر المنثور 6/ 458
[54425]:انظر: جامع البيان 20/137
[54426]:انظر: الدر المنثور 6/457، وفتح القدير 4/197
[54427]:هو الحسن ابن أبي الحسن يسار البصري، سيد زمانه علما وعملا. حدث عن ابن عباس وعثمان وابن عمر، وحدث عنه قتادة وأبو عمرو بن العلاء، توفي سنة 110هـ. انظر: حلية الأولياء 2/731، (169)، وتذكرة الحفاظ 1/71، (66) وغاية النهاية 1/235، (1074) وتقريب التهذيب 1/165، (263).