الآية 17 وقوله تعالى : { إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا } أي تخلقون كذبا في تسميتكم الأوثان آلهة معبودين ، أي ليسوا بآلهة ولا معبودين . أو يقال : { وتخلقون إفكا } أي كذبا في صرف عبادتكم إليها واستحقاق العبادة ، أي لا يستحقون العبادة ، إنما المستحق للعبادة [ الله لا ] ( {[15675]} ) من تعبدون/404-ب/ وقال بعضهم : أي جعلتم كذبا من الآلهة لا حقا ، وهو قريب مما ذكرنا .
ثم بين سفههم في صرف العبادة إلى الأصنام ، وعجزها [ عن رزق من ] ( {[15676]} ) يعبدها حين( {[15677]} ) قال : { الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا } يقول ، والله أعلم : إن في الشاهد لا يخدم أحدا أحدا إلا لما يأمل من النفع له بالخدمة أو لسابقة إحسان ، كان منه إليه . فالأصنام التي تعبدونها لا يملكون أن يرزقوكم ، ولا ينفعوكم ، ولا كان منها إليكم سابقة صنع ، فكيف تعبدونها ؟
وقوله تعالى : { فابتغوا عند الله الرزق } أي اعبدوا الله الذي رزقكم ، وينفعكم ، ويملك ذلك لكم ، واتركوا عبادة من لا يملك ذلك .
[ وقوله تعالى : ] ( {[15678]} ) { واعبدوه } يحتمل الوجهين اللذين ذكرناهما في ما تقدم : التوحيد والعبادة .
وقوله تعالى : { واشكروا له } أي اشكروا له في ما أنعم عليكم { إليه ترجعون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.