تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقٗا فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (17)

الآية 17 وقوله تعالى : { إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا } أي تخلقون كذبا في تسميتكم الأوثان آلهة معبودين ، أي ليسوا بآلهة ولا معبودين . أو يقال : { وتخلقون إفكا } أي كذبا في صرف عبادتكم إليها واستحقاق العبادة ، أي لا يستحقون العبادة ، إنما المستحق للعبادة [ الله لا ] ( {[15675]} ) من تعبدون/404-ب/ وقال بعضهم : أي جعلتم كذبا من الآلهة لا حقا ، وهو قريب مما ذكرنا .

ثم بين سفههم في صرف العبادة إلى الأصنام ، وعجزها [ عن رزق من ] ( {[15676]} ) يعبدها حين( {[15677]} ) قال : { الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا } يقول ، والله أعلم : إن في الشاهد لا يخدم أحدا أحدا إلا لما يأمل من النفع له بالخدمة أو لسابقة إحسان ، كان منه إليه . فالأصنام التي تعبدونها لا يملكون أن يرزقوكم ، ولا ينفعوكم ، ولا كان منها إليكم سابقة صنع ، فكيف تعبدونها ؟

وقوله تعالى : { فابتغوا عند الله الرزق } أي اعبدوا الله الذي رزقكم ، وينفعكم ، ويملك ذلك لكم ، واتركوا عبادة من لا يملك ذلك .

[ وقوله تعالى : ] ( {[15678]} ) { واعبدوه } يحتمل الوجهين اللذين ذكرناهما في ما تقدم : التوحيد والعبادة .

وقوله تعالى : { واشكروا له } أي اشكروا له في ما أنعم عليكم { إليه ترجعون } .


[15675]:في الأصل: الله دون، في م: دون.
[15676]:في الأصل وم: عمن.
[15677]:في الأصل وم: حيث.
[15678]:ساقطة من الأصل وم.