أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَرَفَعۡنَا فَوۡقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَٰقِهِمۡ وَقُلۡنَا لَهُمُ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدٗا وَقُلۡنَا لَهُمۡ لَا تَعۡدُواْ فِي ٱلسَّبۡتِ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا} (154)

شرح الكلمات :

{ ورفعنا فوقهم الطور } : أي جبل الطور بسيناء .

{ ادخلوا الباب سجداً } : أي راكعين متواضعين خاشعين لله شكراً لنعمه عليهم .

{ لا تعدوا } : لا تعتدوا أي لا تتجاوزوا ما حد لكم فيه من ترك العمل إلى العمل فيه .

{ ميثاقا غليظا } : عهداً مؤكداً بالأَيمان .

المعنى :

أما الآية الثانية ( 154 ) فقد أخبر تعالى أنه رفع فوقهم الطور تهديداً لهم ووعيداً وذلك لما امتنعوا ان يتعهدوا بالعمل بما في التوراة ، فلما رفع الجبل فوقهم خافوا فتعهدوا معطين بذلك ميثاقاً غير أنهم نقضوه كما سيأتي الإخبار بذلك . هذا معنى قوله تعالى { ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم } ، وقوله تعالى { وقلنا لهم ادخلوا الباب سجداً . . } كان هذا عندما دخل يوشع بن نون فتى موسى مدينة القدس فاتحاً أوحى الله تعالى إليه أن يأمر بني إسرائيل أن يدخلوا باب المدينة خاضعين متطامنين شكراً لله تعالى على نعمة الفتح فبدل أن يطيعوا ويدخلوا الباب راكعين متطامنين دخلوه زحفاً على أستاههم مكراً وعناداً والعياذ بالله . وقوله : { . . وقلنا لهم لا تعدوا في السبت } أي ونهيناهم عن الصيد في السبت فتعدوا نهينا وصادوا عصيانا وتمرداً ، وقوله تعالى { . . وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً } أي على أن يعملوا بما شرعنا لهم تحليلاً وتحريما في التوراة ، ومع هذا فقد عصوا وتمردوا وفسقوا ، إذاً فلا غرابة في سؤالهم إياك على رسالتك وليؤمنوا بك أن تنزل عليهم كتاباً من السماء . هذا معنى قوله تعالى في الآية ( 154 ) { ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجداً ، وقلنا لهم لا تعدوا فى السبت . . } أي لا تتجاوزوا ما أحللنا لكم إلى ما حرمنا عليكم { . . . وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً . . . }

الهداية :

من الهداية :

- نقض اليهود للعهود والمواثيق أصبح طبعا لهم لا يفارقهم أبداً ولذا وجب عدم الثقة في عهودهم ومواثيقهم .