لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَرَفَعۡنَا فَوۡقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَٰقِهِمۡ وَقُلۡنَا لَهُمُ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدٗا وَقُلۡنَا لَهُمۡ لَا تَعۡدُواْ فِي ٱلسَّبۡتِ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا} (154)

قوله عز وجل : { ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم } يعني ورفعنا فوقهم الجبل المسمى بالطور بسبب أخذ ميثاقهم وذلك أن بني إسرائيل امتنعوا من قبول التوراة والعمل بما فيها فرفع الله فوقهم الطور حتى أظلهم ليخافوا فلا ينقضوا العهد والميثاق { وقلنا لهم } يعني والطور يظلهم { ادخلوا الباب سجداً } فخالفوا ودخلوا وهم يزحفون على أستاههم { وقلنا لهم لا تعدوا في السبت } يعني وقلنا لهم لا تجاوزوا في يوم السبت إلى ما لا يحل لكم فيه . وذلك أنهم نهوا أن يصطادوا السمك في يوم السبت فاعتدوا واصطادوا فيه ، وقيل المراد به النهي عن العمل والكسب في يوم السبت { وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً } يعني وأخذنا منهم عهداً مؤكداً شديداً بأن يعملوا بما أمرهم الله به وأن ينتهوا عما نهاهم الله عنه .