ثم أشار إلى أنهم مع رؤيتهم الآيات ، لم ينقادوا لأوامر موسى . كما قال تعالى :
( ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا154 ) .
( ورفعنا فوقهم الطور ) أي : الجبل ليتحملوا التكليف ( بميثاقهم ) أي : بسبب أخذ ميثاقهم . ليخافوا فلا ينقضوه .
قال ابن كثير : وذلك حين امتنعوا من الالتزام بأحكام التوراة ، وظهر منهم إباء على ما جاءهم به موسى عليه السلام ، رفع الله على رؤوسهم جبلا . ثم ألزموا فالتزموا ، وسجدوا ، وجعلوا ينظرون إلى ما فوق رؤوسهم ، خشية أن يسقط عليهم . كما قال تعالى : ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة . . . ) {[2406]}الآية ( وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا ) أي : ادخلوا باب ايلياء مطأطئين ، عند الدخول ، رؤوسكم . فخالفوا ما أمروا به . وقد تقدم في سورة البقرة إيضاح هذه الآيات مفصلا ( وقلنا لهم لا تعدوا في السبت ) أي : وصيناهم بحفظ السبت والتزام ما حرم الله عليهم ما دام مشروعا لهم ( وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ) أي : عهدا شديدا . فخالفوا وعصوا وتحيلوا على ارتكاب ما حرم الله عز وجل . كما هو مبسوط في سورة الأعراف عند قوله : ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر . . . ) الآيات . {[2407]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.