فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَرَفَعۡنَا فَوۡقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَٰقِهِمۡ وَقُلۡنَا لَهُمُ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدٗا وَقُلۡنَا لَهُمۡ لَا تَعۡدُواْ فِي ٱلسَّبۡتِ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا} (154)

{ ورفعنا فوقهم الطور } أي الجبل المسمى بالطور { بميثاقهم } الباء للسببية أي بسبب ميثاقهم ليعطوه لأنه روي أنهم امتنعوا من قبول شريعة موسى فرفع الله عليهم الطور فقبلوها ، وقيل إن المعنى بسبب نقضهم ميثاقهم الذي أخذ عليهم وهو العمل بما في التوراة ، وقد تقدم رفع الجبل في البقرة ، وكذلك تفسير قوله :

{ وقلنا لهم } على لسان موسى والطور مظل عليهم ، قاله الجلال وأبو السعود والنسفي والخازن والبيضاوي ، وهذا التضييق سبق قلم لأن قصة فتح القرية كانت بعد خروجهم من التيه وقصة رفع الجبل فوق رؤوسهم كانت عقب نزول التوراة قبل دخولهم التيه .

{ ادخلوا الباب } أي باب القرية ، قال قتادة : كنا نحدث أنه باب من أبواب بيت المقدس ، وقيل هو إيلياء وقيل هو أريحاء وقيل هو اسم القرية ، وقيل باب القبة التي كانوا يصلوا إليها ، فإنهم لم يدخلوا بيت المقدس في حياة موسى عليه السلام .

{ سجدا } فخالفوا ودخلوا وهم يزحفون على أستاههم { وقلنا لهم لا تعدوا } أي لا تعتدوا فهو من الاعتداء بدليل إجماع السبعة على اعتدوا منكم { في السبت } فتأخذوا ما أمرتم بتركه فيه من الحيتان ، وقد تقدم تفسير ذلك { وأخذنا منهم ميثاقا غليظا } هو العهد الذي أخذه عليهم في التوراة ، وقيل إنه عهد مؤكد باليمين فسمي غليظا لذلك .