التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

{ فإذا انشفت السماء } جواب إذا قوله : { فيومئذ } وقال ابن عطية : جوابها محذوف .

{ فكانت وردة كالدهان } معنى وردة : حمراء كالوردة ، وقيل : هو من غرس الورد ، قال قتادة السماء اليوم خضراء ويوم القيامة حمراء ، والدهان جمع دهن كالزيت وشبهه شبه السماء يوم القيامة به لأنها تذاب من شدة الهول ، وقيل : يشبه لمعانها بلمعان الدهن ، وقيل : إن الدهان هو الجلد الأحمر .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

قوله تعالى : { فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان 37 فبأي آلاء ربكما تكذبان 38 فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان 39 فبأي آلاء ربكما تكذبان 40 يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام 41 فبأي آلاء ربكما تكذبان 42 هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون 43 يطوفون بينها وبين حميم آن 44 فبأي آلاء ربكما تكذبان } .

ذلك إخبار من الله عن أحداث جسام من أحداث يوم القيامة وما يأتي على المجرمين حينئذ من شديد النكال . فقال سبحانه : { فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان } وهذا حدث جلل من أحداث الساعة ، وهو تشقق السماء أي انفكاك بعضها من بعض { فكانت وردة كالدهان } أي صارت كلون الورد الأحمر { كالدهان } وهو اسم لما يدهن به . وقيل : الأديم الأحمر . وقيل : تذوب عقب تشققها كما تذوب درديّ الزيت ، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها . فتارة تكون حمراء ثم صفراء ثم زرقاء ثم خضراء . وذلك من شدة ما يقع من أهوال في هذا اليوم .