{ فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُ } يعني يوم القيامة .
{ فَكَانَتْ وَرْدَةً } فيه وجهان :
أحدهما : وردة البستان ، وهي حمراء ، وقد تختلف ألوانها لكن الأغلب من ألوانها الحمرة ، وبها يضرب المثل في لون الحمرة ، قال عبد بني الحسحاس :
فلو كنت ورداً لونه لعشقتني *** ولكن ربي شانني بسواديا
كذلك تصير السماء يوم القيامة حمراء كالورد ، قاله ابن بحر .
الثاني : أنه أراد بالوردة الفرس الورد يكون في الربيع أصفر وفي الشتاء أغبر ، فشبه السماء يوم القيامة في اختلاف ألوانها بالفرس{[2855]} الورد ، لاختلاف ألوانه ، قاله الكلبي والفراء .
وفي قوله : { كَالدِّهَانِ } خمسة أوجه :
أحدها : يعني خالصة ، قاله الضحاك .
الثاني : صافية ، قاله الأخفش .
الثالث : ذات ألوان ، قاله الحسن .
الرابع : صفراء كلون الدهن ، وهذا قول عطاء الخراساني ، وأبي الجوزاء .
الخامس : الدهان الأديم الأحمر ، قاله ابن عباس ، قال الأعشى :
وأجرد من فحول الخيل طرف *** كأن على شواكله دهانا{[2856]}
وزعم المتقدمون أن أصل لون السماء الحمرة ، وأنها لكثرة الحوائل وبعد المسافة ترى بهذا اللون الأزرق ، وشبهوا ذلك بعروق البدن هي حمراء كحمرة الدم وترى بالحائل زرقاء ، فإن كان هذا صحيحاً فإن السماء لقربها من النواظر يوم القيامة وارتفاع الحواجز ترى حمراء لأنه أصل لونها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.