الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

وقوله سبحانه : { فَإِذَا انشقت السماء } : جواب «إِذا »محذوفٌ مقصودٌ به الإِبهام ؛ كأَنَّه يقول : فإذا انشقَّتِ السماءُ ، فما أَعْظَمَ الهَوْلَ ! قال قتادة : السماءُ اليومَ خَضْرَاءُ ، وهي يوم القيامة حَمْرَاءُ ، فمعنى قوله : { وَرْدَةً } أي : مُحْمَرَّةً كالوَرْدَةِ ، وهي النُّوَّارُ المعروفُ ؛ وهذا قول الزَّجاجِ وغيره .

وقوله : { كالدهان } قال مجاهدٌ وغيره : هو جمع دُهْنٍ ؛ وذلك أَنَّ السماء يعتريها يومَ القيامة ذَوْبٌ وتَمَيُّعٌ من شِدَّةِ الهَوْلِ ، وقال ابن جُرَيْجٍ : من حَرِّ جَهَنَّمَ ، نقله الثعلبيُّ ، وقيل غير هذا .