فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

{ فإذا انشقت السماء } أي انصدعت بنزول الملائكة يوم القيامة ، أو انفك بعضها من بعض لقيام الساعة ، وقيل : انفجرت فصارت أبوابا لنزول الملائكة لتحيط بالعالم من سائر جهات الأرض لئلا يهرب بعضهم من المحشر وقيل : المراد منه خراب السماء وفيه تهويل وتعظيم للأمر .

{ فكانت وردة } أي كوردة حمراء أو محمرة مثلها ، قال سعيد بن جبير وقتادة : المعنى فكانت حمراء وقيل : فكانت كلون الفرس الورد ، قاله ابن عباس وهو الأبيض الذي يضرب إلى الحمرة والصفرة { كالدهان } قال الفراء وأبو عبيدة : تصير السماء كالأديم لشدة حر النار ، وقال ابن عباس : كالأديم الأحمر ، أي على خلاف العهد بها وهو الزرقة ، وقال الفراء أيضا : شبه تلون السماء بتلون الورد من الخيل وشبه الورد في ألوانها بالدهن واختلاف ألوانه والدهان دمع دهن ، نحو قرط وقراط ، ورمح ورماح ، وقيل : إنه إسم مفرد أي اسم لما يدهن به ، كالحزام والأدام ، قاله الزمخشري ، وقيل المعنى تصير السماء مثل الدهن لذوبانها .

وقال الحسن : { كالدهان } أي كصبيب الدهن فإنك إذا صببته ترى فيه ألوانا ، وقال زيد بن أسلم : إنها تصير كعصير الزيت ، قال الزجاج وقتادة : إنها اليوم خضراء ، وسيكون لها لون أحمر ، حكاه الثعلبي قال الماوردي : زعم المتقدمون أن أصل لون السماء الحمرة وأنها لكثرة الحوائل والحواجز وبعد المسافة واعتراض الهواء بيننا وبينها ترى بهذا اللون الأزرق ، كما يرى الدم في العروق أزرق ، ولا هواء هناك يمنع من اللون الأصلي ذكره الكرخي والعمادي والكازروني