التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} (4)

2

{ ورتل القرآن ترتيلا } الترتيل هو التمهل والمد وإشباع الحركات وبيان الحروف ، وذلك معين على التفكر في معاني القرآن بخلاف الهذ الذي لا يفقه صاحبه ما يقول وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته حرفا حرفا ولا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} (4)

قوله : { أو زد عليه } يعني أو زد عليه قليلا إلى الثلثين . فيكون المعنى : قم ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه . وبذلك يكون النبي صلى الله عليه وسلم مخيرا في ذلك بين أمرين : بين أن يقوم أقل من نصف الليل ، وبين أن يختار أحد الأمرين ، وهما النقصان من النصف والزيادة عليه .

قوله : { ورتّل القرآن ترتيلا } الترتيل في القراءة معناه ، الترسّل فيها والتبيين يغير بغي{[4668]} والمعنى : اقرأ القرآن على ترسل وتمهل أو تؤدة . يتبيين حروفه وإشباع حركاته مع تدبر معانيه والابتهاج بجمال نظمه وجمال إعجازه . فلا يقرأه هذّا والهذّ معناه الهدرمة وهي السرعة في القراءة والكلام {[4669]} .

فما ينبغي لقارئ أن يقرأه على عجل ، غير متدبر ولا متذكر ولا مبتهج بل يقرأه متّئدا متمهلا وأن يحسّن الصوت في قراءته . وقد جاء في الحديث " زينوا القرآن بأصواتكم- وليس منا من لم يتغنّ بالقرآن- ولقد آوتي هذا مزمارا من مزامير آل دواد " يعني أبا موسى الأشعري . فقال : لو كنت أعلم أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا " .


[4668]:مختار الصحاح ص 232.
[4669]:مختار الصحاح ص 693.