التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡـٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ} (73)

{ ضرب مثل } أي : ضربه الله لإقامة الحجة على المشركين .

{ لن يخلقوا ذبابا } تنبيه بالأصغر على الأكبر من باب أولى وأحرى والمعنى أن الأصنام التي تعبدونها لا تقدر على خلق الذباب ولا غيره ، فكيف تعبد من دون الله الذي خلق كل شيء ، ثم أوضح عجزهم بقوله : { ولو اجتمعوا له } أي : لو تعاونوا على خلق الذباب لم يقدروا عليه .

{ وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه } بيان أيضا لعجز الأصنام بحيث لو اختطف الذباب منهم شيئا لم يقدروا على استنقاذه منه على حال ضعفه ، وقد قيل : إن المراد بما يسلب الذباب منهم الطيب الذي كانت تجعله العرب على الأصنام واللفظ أعم من ذلك .

{ ضعف الطالب والمطلوب } المراد بالطالب الأصنام وبالمطلوب الذباب لأن الأصنام تطلب من الذباب ما سلبته منها . وقيل : الطالب الكفار والمطلوب الأصنام . لأن الكفار يطلبون الخير منهم .