قوله تعالى : { يَأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ } لأن حجج الله عليهم بضرب الأمثال لهم أقرب لأفهامهم : فإن قيل فأين المثل المضروب ؟ ففيه وجهان :
أحدهما : أنه ليس هنا مثل ومعنى الكلام أنهم ضربوا لله مثلاُ في عبادته غيره ، قاله الأخفش .
الثاني : أنه ضرب مثلهم كمن عبد من لا يخلق ذباباً ، قاله ابن قتيبة .
{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ } يحتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : أنهم الأوثان الذين عبدوهم من دون الله .
الثاني : أنهم السادة الذين صَرَفُوهُم عن طاعة الله .
الثالث : أنهم الشياطين الذين حملوهم على معصية الله .
{ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ } ليعلمهم أن العبادة إنما تكون للخالق المنشئ دون المخلوق المنشأ ، وخص الذباب لأربعة أمور تخصه لمهانته وضعفه واستقذاره وكثرته ، وسُمِّي ذباباً لأنه يُذَبُّ احتقاراً واستقذاراً .
{ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ } يحتمل وجهين :
أحدهما : إفساده لثمارهم وطعامهم حتى يسلبهم إياها .
والثاني : أَلَمُهُ في قرص أبدانهم . فإذا كان هذا الذي هو أضعف الحيوان وأحقره لا يقدر من عبدوه من دون الله على خلق مثله ودفع أذيته فكيف يكونون آلهة معبودين وأرباباً مُطَاعين وهذا من أقوى حجة وأوضح برهان .
ثم قال : { ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبِ } يحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون عائداً إلى العَابِد والمَعْبُود ، فيكون في معناه وجهان :
أحدهما : جهل العابد والمعبود .
الثاني : قهر العابد والمعبود .
والاحتمال الثاني : أن يكون عائداً للسالب فيكون في معناه وجهان :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.