التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{قَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَأۡتُونَنَا عَنِ ٱلۡيَمِينِ} (28)

{ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين } الضمير في قالوا للضعفاء من الكفار خاطبوا الكبراء منهم في جهنم أو للإنس خاطبوا الجن واليمين هنا يحتمل ثلاث معان :

الأول : أن يراد بها طريق الخير والصواب وجاءت العبارة عن ذلك بلفظ اليمين كما أن العبارة عن الشر بالشمال والمعنى أنهم قالوا لهم إنكم كنتم تأتوننا عن طريق الخير فتصدوننا عنه .

الثاني : أن يراد به القوة والمعنى على هذا أنكم كنتم تأتوننا بقوتكم وسلطانكم فتأمروننا بالكفر وتمنعوننا من الإيمان .

الثالث : أن يراد بها اليمين التي يحلف بها أي كنتم تأتوننا بأن تحلفوا لنا أنكم على الحق فنصدقكم في ذلك ونتبعكم .