{ قَالُواْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ اليمين } أي كنتم تأتوننا في الدنيا عن اليمين ، أي من جهة الحقّ والدين والطاعة ، وتصدّونا عنها . قال الزجاج : كنتم تأتوننا من قبل الدين ، فتروننا أن الدين والحق ما تضلوننا به ، واليمين عبارة عن الحق ، وهذا كقوله تعالى إخباراً عن إبليس : { ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيمانهم } [ الأعراف : 17 ] قال الواحدي : قال أهل المعاني : إن الرّؤساء كانوا قد حلفوا لهؤلاء الأتباع أن ما يدعونهم إليه هو الحق ، فوثقوا بأيمانهم : فمعنى { تَأْتُونَنَا عَنِ اليمين } أي من ناحية الأيمان التي كنتم تحلفونها فوثقنا بها . قال : والمفسرون على القول الأوّل . وقيل المعنى : تأتوننا عن اليمين التي نحبها ، ونتفاءل بها ، لتغرّونا بذلك عن جهة النصح ، والعرب تتفاءل بما جاء عن اليمين ، وتسميه السانح . وقيل : اليمين بمعنى القوّة ، أي : تمنعوننا بقوّة ، وغلبة ، وقهر كما في قوله : { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً باليمين } [ الصافات : 93 ] أي : بالقوّة ، وهذه الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، وكذلك جملة { قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.